رواية بقلم داليا عز الدين
جميل
نغم نعم يا اخويا
شريف بهزر بهزر حتي انت كمان مش بتهزري جاي أبارك لاخوكي
نعم بس
شريف و اقوله حاجة
نغم بس
شريف و هو في حاجة تانية
نغم بحزن خفي لا طبعا و هيكون فيه ايه
شريف لا فيه أهم حاجة جاي اطمن علي قلبي و اعرف ايه اللي حصل خلاها تقفل الخط كده و اشوفها علشان وحشتني جدا
نغم و يا تري مين هي دي
شريف واحدة كده واقفة قدامي اسمها نغم و بحبها جدا لا بحبها دي كلمه قليله ده انا بعشقها
ابتسمت نغم بفرحه حقيقية ليقول
شريف صح ايه اللي خلاكي تقفلي التلفون كده
نغم بضيق محمد شافني و كان هيقفشني اصلا بس لولا ربنا ستر
شريف صح انا حسيت ان في حد كبس عليكي بردو علشان كده قفلتي و انا كمان روحت قافل تليفوني علي طول
شريف قريب قوي مش هخليكي تخافي كده هكلم اخوكي اول ما هيرجع الشغل علشان اخطبك
نغم پصدمة بتتكلم بجد يا شريف
شريف بابتسامة جد الجد يا روح قلب شريف قريب
اوي هتبقي مراتي
ابتسمت نغم و كادت ترد و لكن الاخر قاطعها
شريف بقلق بقولك يا نغم وقفتنا دي غلط اوي بجد و لو حد شافنا هتبقي کاړثة سلام دلوقتي و هشوفك قريب
فيروز طلعت لرعد خلاص يا حبيبي
شريف اه يا حبيبتي و خلاص همشي اهو
فيروز ليه بس خليك معانا للغدا
شريف معلش بقي مره تانية علشان مستعجل و كمان تعبان من السفر عن اذنك
ليرحل شريف و يزفر براحة عندما غادر من امامها فكم كان ذالك وشيكا
و عندما كاد يخرج من البيت حتي فوجئ بمحمد امامه ليقول بضيق
شريف بضيق في ايه بقي هو انا هقابل كله النهاردة انا عايز اعدي سليم ربنا يستر
ليقترب محمد منه
محمد ازيك يا شريف
شريف كويس و انت عامل ايه يا محمد
شريف بعفويه هو في ايه بقي هو البيت كله هيسالني عن كده
محمد باستغراب بيت ايه
تدارك شريف نفسه ليقول
شريف مرات عمي و اخوك طبعا هيكون مين
محمد بشك فعلا هيكون مين تاني انت قولتلي جيت ليه
شريف علشان أبارك لاخوك مش اتجوز امبارح
محمد اه صح و بس كده
كان محمد ان يتكلم و لكن قاطعته الاخر
شريف طيب استأذن انا بقي يا معلم علشان ھموت و انام بصراحة
محمد باستغراب اتفضل
ما إن رحل حتي قال لنفسه
محمد هو في ايه النهاردة كله بيتهرب مني كده ليه يلا بقي ملناش دعوة
ثم دخل الي المنزل
ستوب
شريف شاب في السابع و العشرين من عمره ذا ملامح سمراء قليلا و عضلات خفيفة و عينان خضراوتين يكون ابن عم رعد يدير معه شئون العائلة و يعملان في عمل لا يعلمه غيرهما و لذالك يسافر شريف كثيرا يكون حبيب نغم السري يحبها للغايه و هي أيضا تحبه جدا عندما ارتبطا كان يشعر بالضيق الشديد من نفسه لانه يخدع أخيه و ليس فقد ابن عمه و لكنه حقا يحب نغم و لكن كلما فكر في التقدم لها كانت يحدث شئ يجعل الأمر يتاجل فذالك قرر الارتباط بها و هي لم تمانع ذالك يعلم جيدا أن ذالك ليس من عاداتهم و انه بذالك التصرف من الممكن أن يخسر عائلته و لكنه للاسف فعل ذالك بسبب حبه لنغم و لكن الان الظروف قد سمحت ليتقدم لها فلذالك سيفعل ذالك بدون تردد
نرجع
عند رعد
جلس يفكر لثواني و من ثم ما إن وقف حتي اصتدم بحورية لينظر لها بحدة قليلا
رعد بحدة في ايه انت كمان
توترت حورية قليلا لتجيب
حورية مفيش حاجة
رعد اومال طالعه من اوضتك ليه
حورية عادي يعني انا مش محپوسة علشان افضل جوا علي طول خارجة اشرب
لتتركه و ترحل دون النطق بكلمة اخري ذاهبة الي المطبخ
بينما ظل رعد ينظر في اثرها قليلا ليزفر بضيق و يدخل الي غرفته مجددا
بينما عند حورية زفرت براحة فهي لم تخرج بتشرب كما كانت تدعي هي خرجت لتعلم ماذا هناك لانها قد سمعت صوت رعد و هو ېصرخ علي شريف
و قلقت عليه عندما رأته يضع رأسه بين يديه من ان يكون هناك مكروه قد أصابه
كانت تنوي سؤاله عن ما به و لكنه فاجئها بحدته معها في الكلام لتتراجع عن ذالك
و بينما هي واقفة في المطبخ أخذت تفكر
يا تري ما الذي حدث و هل شئ له علاقة بنغم و لكنها عادت و نفت تلك الفكره من رأسها بالتأكيد ليس له علاقة بها فهو لم يغضب هاكذا من شئ كهاذا
لتقرر انه لا شأن له
فلماذا تقلق عليه و هو لا يطيقها من الأساس
لتعود الي غرفتها و تجلس فيها بملل و هي لا تجد اي شئ تفعله لتمسك هاتفها و تبدأ في تفحصه بعدم اهتمام
عند شريف
دخل الي منزله ليجد والدته جالسه تنتظره ليتجه إليها بهدوء
شريف ست الحبايب يا حبيبه اخبارك ايه
ام شريف وحشتني اوي يا شريف كده تغيب عليا كل ده
شريف ده هو اسبوع واحد بس يا جميل لحقت اوحشك بالسرعة دي
ام شريف و لو يوم واحد بس هتوحشني فيه اكيد
شريف قلبي بقي انا كده هتعود علي الدلع ده كله و انا مش قده
ام شريف اتعود يا حبيبي و هو انا عندي اغلي منك انت و اختك
غمز شريف لها بضحكة خفيفة
شريفة طيب و الحج ملهوش في الطيب نصيب
ام شريف
انت مش هتكبر ابدا و تحترم نفسك يعني
شريف لا مش هحترم نفسي قولتيلي بقي هو فين من الموضوع
ام شريف ابوك ده حبيبي و عشرة عمري مقدرش اقول اني بحبه بس لا ده انا بعشقه اصلا و ده شئ معروف فمبقيتش مطره اني اقوله
شريف اطورنا بقي و بقينا بنعرف نقول كلام حب
ام شريف بس يلا اقوم غير هدومك و ثواني و هيبقي الأكل جاهز
شريف فوريرة ثواني و هبقي عندك يا عسلية
ليتركها و يدخل الي غرفتها
بينما اخبرت والدة شريف الخدم بتجهيز الغذاء لابنها
و من ثم جلست مره اخري لتقول فجأة
ام شريف هي فين ميادة اصلا
ميادة مين بيجيب في سيرتي
ستوب
كوثر والدة شريف و ميادة في الخمسون من عمرها تحب أولادها للغاية و تتمني لهم دائما الخير
ميادة فتاة في الثاني و العشرون من عمرها ذات شعر اسود حريري و عينان بنية و بشړة سمراء و لكن جميلة فتاة مرحة للغاية و تحب الحياة كثيرة تحب نغم للغاية و تعلم جيدا بأن شريف يحبها و تتمني سرعة زواجهم
نرجع
ميادة ايه يا ست الكل اخبارك ايه
كوثر كنت فين يا ست ميادة
ميادة كنت في اوضتي يا ستي هكون فين يعني
كوثر و طول اليوم فيها
ميادة و فيها ايه بقي
كوثر مفيهاش حاجة يا ستي
ميادة هو فين شريف صح
كوثر بيغير هدومه و زمانه جاي
شريف مين بيجيب في سيرتي
كوثر بضيق في ايه انتو الاتنين النهاردة بقيتوا بتظهروا علي السيره ليه
ميادة و ده مضايقك خلاص يلا نمشي و نسيبك تقعدي لوحدك و تدوري علينا بقي و تقولي ابقوا اقعدوا جمبي علشان مش لسه هاطلعلكوا أو ابعتلكوا حد يطلعلكوا
شريف ايوه يلا بينا
كوثر لا والله اتفقتوا انتو الاتنين عليا يعني ماشي ماشي
ميادة هو صح يا ماما انت مش ملاحظة أن شريف سفراته كترت اوي اليومين دول
كوثر مش عنده شغل يا حبيتي ده شئ طبيعي
ميادة و انت متاكده بقي انه بيروح في شغل بس
كوثر اه طبعا شغل بس و احترمي اخوكي شوية هو مش بتاع كده
شريف و انت مالك بيا يا اوزعة انت ما تخليكي في حالك اروح اجي انت مالك و بعدين اديكي خدتي كبسة فل اهي قالتلك شغل اكيد اتهدي بقي
ميادة اوذعة احسن ما اكون عمود نور يا ابو طويلة و بعدين انا بقول وجهة نظري انت مضايق ليه
شريف يلا يا حقودة
ميادة و هحقد عليك ليه بقي ان شاء الله
شريف حجات كتير منهم اني احلي منك و اطول منك و اقدر اسافر في اي حته من غير ما حد يكلمني
ميادة بضيق شايفة يا ماما بيستفزني ازاي
كوثر عوض عليا عوض الصابرين يارب انتوا مش هتهدوا ابدا و تعقلوا هتفضلوا أطفال كده كتير انا قولت بردو مستحيل تفضلوا متفقين كده كتير
ميادة شريف هو ي اللي بدأ ت
كوثر هتفرق مين اللي بدأ يلا الاكل جهز و بلاش خناق انتو مش أطفال
ليتجهوا جميعا و يجلسوا
ميادة هو بابا مش هيجي
كوثر لا عنده شغل هيجي بليل
ميادة طيب
نظرت كوثر الي شريف قليلا ليلاحظ الاخر نظراتها ليرد باستغراب
شريف باستغراب في ايه يا ماما بتبصيلي كده ليه
كوثر عايزاه افرح بيك بقي
شريف سهلتي عليا الموضوع انا كنت لسه هقولك
كوثر بفرحة بتتكلم بجد يا شريف
شريف ايوه طبعا يا ست الكل
كوثر بفرحة مين هي حد اعرفه
شريف هتعرفي كل حاجة قريب جدا هظبط الموضوع و هقولك
كادت ميادة تقول من هي و لكن نظر الاخر إليها بتحذير لتصمت
بعد الغذاء
توجه شريف الي غرفته لتتبعه ميادة
ميادة نغم صح قولي انها صح
شريف صح يا ستي برا بقي عايز انام
ميادة طيب و مقولتيش لماما ليه
شريف مش لما اشوف الأول رعد هيقول ايه و بعدين انا عارف امك كويس لو قولتلها هي مين هتروح تكلمهم علي طول دي ما هتصدق
ميادة اكيد طبعا هيوافق ده شئ اكيد
شريف الله اعلم
ميادة و لو رفض هتسيبها
شريف لا طبعا
ميادة اومال هتعمل ايه
شريف يا ستي و انت مالك بيا بقي صدعتني عايز اتخمد
ميادة طيب هو
قاطعها الاخر
شريف برا يا ميادة
ميادة طيب علشان عارفة انك عايز تنام بس غير كده مكومنتش سيبتك و هعرف منك كل اللي انا عاوزاه لما تصحي لازم توعدني بكده قبل ما امشي
شريف إن شاء الله يا ستي
ميادة لا توعدني
شريف اوعدك برا بقي ده انت رغاية
ميادة هخرج بقي و امري لله
لتخرج ليزفر شريف براحة قائلا في نفسه
شريف اخيرا مشيت دي رغاية بشكل اوف انام بقي
ليضع رأسها علي الوسادة مستسلم الي ارض الأحلام
الفصل الرابع والخامس
في اليوم
التالي
رحل رعد الي عمله و ذهبت حورية الي الأسفل لتجلس مع والدة رعد
فيروز مالك بقي يا حورية
حورية باستغراب مالي يا ماما ما انا زي الفل اهو
فيروز لا والله علي اساس اني معرفكيش مثلا انت من امبارح و انت مش طبيعية خالص ايه اللي حصلك
حورية مفيش حاجة بجد
فيروز طيب رعد مزعلك قوليلي و انا اخدلك
حقك منه
ابتسمت حورية بخفة قائلة
حورية لا بجد يا حبيبتي مفيش حاجة هو مزعلنيش
و لا حاجة
لتزفر فيروز