رواية صعيدية 4 الفصول من الواحد وللعشرين الي الخامس والعشرين بقلم ملكة الروايات
انت في الصفحة 1 من 10 صفحات
الفصل الواحد والعشرون
نهض المحاسب يغلق ازرار حلته متحدثا حاضر يا فارس بيه هكلم حضرتك ونتفق علي معاد تاني
أكد فارس منتظر مكلمتك في أي وجت
جمع الأوراق سريعا ووضعها في حقيبته متحدثا سلام عليكم
رد فارس السلام ونظره علي الباب الذي غادره يحاول تجميع أفكاره ... أغلق الباب خلفه ... كانت قد جلست علي مقعد جانبي لتلك الاريكة التي كانوا يجلسون عليها ... فاصبح مكان المحاسب خالي الان ... نظر لها فارس ماليا أخذت نفس طويل مرتبك هي الاخري وحولت نظرها له تحدث يقطع الصمت تشربي ايه يا أستاذة
اعتدل في جلسته متحدثا وأنا سامعك جولي
الارتباك والضعف يظهر عليها بقوة ربما أول مرة تكون بهذا التردد لكنها عزمت أمرها علي الانخفاض والانحناء لتمر العاصفة كل ذلك من أجل رحمة فقط فتحدثت أنا جايه النهاردة اعتذر لك علي اللي حصل مني قبل كده أنا اتسرعت في حكمي عليك يمكن وقتها لو سمعت كلامك كان محصلش اللي حصل
جاهدت علي كبح دموعها وتحدثت بصوت بارد اخرجته كأنها غير متأثره أختي خطڤوها
عبس وبدأت عينه في الانتفاض لا يصدق ما يسمع فحدثها اوعي تجوليلي أنهم خطڤوها
ايوه خطڤوها خطڤها فضل
نهض فارس وهو يزفر بقوة وتحدث بصوت جهوري حاد وهو يبتعد بخطواته عنها جبر أم يلمهم كلهم !
الټفت له غاضبا وتحدث مفكراني زيهم مفهمش في الاصول يا إستاذة لاااه أنا مش زيهم أنا جيت لحدك احذرك منهم فاكره عملت فيا ايه
ذكرها بغبائها معه وتصرفها المشين اخفضت بصرها وأنفاسها متسارعه تحاول مجاهته في الحديث لكن معه كل الحق فيما يقول فهي غير قادرة علي إيجاد مبرر غير مكنتش اعرف أنهم كده صدقني والله كنت هرفض القضية لم عرفت حقيقتهم بس عمل كده عشان يلوي دراعي وقالهالي صريحه اكمل في القضية هشوف اختي تاني هسيبها اومقبلش كلامه انسي اختي
كان بالقرب من المقعد المقابل لها جلس عليه متحدثا طب وأنا هستفيد ايه لو ساعدتك أنت نافسك مقبلتيش ده من الاول
أنا بأروج تساعدني حتي لو هشتغل عندك من غير فلوس في القضايا بتعتك همسك لك كل شغلك المدة اللي تحبها بدون مقابل او أي حاجة في استطاعتي هتطلبها هنفذها
أتسع فمها يطلب منها شئ فوق طاقتها إن عملت معه دون اجر ولمدة سنتان ولن تعلم مع أحد اخر في تلك المدة من إين إذن ستحصل علي المال
همست متلعثمهبس ليه تفرض عليا إني مشتغلش مع حد تاني
اللي عندي قلته يا إستاذة ويكون في معلومك أنا جبلت اساعدك تاني بعد اللي عملتيه بس لانك حرمة اهنه لوحدك ضميري بجي
ورغم ذلك إنشقت عن وجهه شبه ابتسامة ساخرة
تعالت أنفاسها تريد أن تخبره أنها امرأة نعم لكنها بألف رجل وأن تخاذل عن نجدتها لن تتخاذل هي عن أختها مهما كلفها الامر ستحارب ولن تتركها لمثال فضل الفاسد هذا او امثال فارس هو الاخر ستناضل حتي آخر نفس لها لن تترك اختها كبش فداء بينهم لافعالهم لن تكون راية إن استكانت للخطأ ستقف في وجهه دوما
اتجهت له في خطوات غاضبة وتحدثت بقوة موافقه اشتغل معاك السنتين دول ومش هشتغل مع حد تاني ولا همسك أي قضية بس شرطي الوحيد ترجعلي اختي
نظر لها بثقه متحدثا بتأكيد هرجعها مټخافيش
نظرت له بشك ودقات قلبها تصدح پجنون لكن نظرت الثقة بعينيه طمئنت قلبها جعلتها تسبل كإمأه له بأنها لن تخاف
تحدث ليؤكد ما قالوا اعملي عجودا دلوك نمضوها عشان نكون اتفجنا
نظرت له متحدثه عقود ايه!
عجود الشغل اللي لساتنا جيلين عليه دلوك واكتبي في العقد شرط جزائي لليخلف مبلغ ربع مليون جنيه
شهقت متحدثه بس ده مبلغ كبير قوي
رد في لامبالاة لو خاېف وناويه علي الغدر جولي من دلوك
تحدثت وهي ترفع اصباعها في وجهه مش أنا اللي أخاف ولا أنا اللي أغدر يا فارس بيه وهعملك كل اللي بتقول عليه عشان تعرف انه مش فارق معايا
اشار لها بالجلوس متحدثا اجعدي عشان نتمموا كل حاجة ونتحدتوا شوي
هنتكلم في ايه!
عن اللي حصل كله عشان ابجي عارف هبدأ منين
اومأت له واخرجت من حقيبتها بعض الاوراق الفارغة تكتب العقد بينهم وينص علي ما اتفقوا عليه
أنهت العقد ومضي كل منهم وبدأت في سرد ما حدث
طمئنها متحدثا متجلجيش هعرف اوصلها هي فين ازاي
هتعمل ايه
لاه دا شغلي بجي وملكيش صالح بيه
زفرت متحدثه بس مش عاوزاهم يؤذوها
نفي برأسه متحدثا فضل والرضوانيه ميعملوش اكده مهيأذوهاش
صړخت متحدثه مهيأذوهاش مين .. حضرتك لو واخد بالك هو خطافها
نهض متحدثا زي ما جلت لك مټخافيش وأنا هعمل اللي يجدرني عليه ربنا
شكرته وهي تنهض هي الاخري متحدثه عموما أنا بشكرك علي سعه صدرك وأنك قبلت مساعدتي
ولا يهمك ووجد رنين الهاتف يعلو لم يجيب وأغلق الهاتف
انهت جملتها متحدثه همشي أنا وهنتظر أنك تطمني وصلت لايه
أومأ قليلا ولم يجيبها غادرت مكتبه وهي تشعر بالنفور منه رغم أنها تشعر بأنه محل ثقة شعوران منافيان للبعض لكنها تركت الامر للوقت ولما سيحدث بعد ذلك
تمشي بخطوات واهنة وكأنها كبرت ألف عام لكن ما جعلها تخرج من تلك الدائرة هو أتصال وسيم
كانت تتوقع أتصاله منذ امس وهي لا تجيبه ... تفكر ماذا ستقول له هل تخبره بما فعلت أم تكذب عليه وهذا ضد مبادئها ... لكنها حسمت أمرها وهي ترفع الهاتف علي إذنها متحدثه السلام عليكم
زفر وسيم بحنق متحدثا وعليكم السلام ايه اخيرا رديتي من انبارح وأنا بتصل عليك مبترديش عليا ليه !
معلش يا وسيم كنت تعبانة ومحتاجة أهدي شوية وأفكر
صوتك مش مطمني أنت فين!
خرجت من شوية
تسأل بشك أنت في المكتب
لأ في مشوار تاني لما أشوفك هبقي أقولك عليه
ماشي يا راية ولما أتصل تاني لوسمحتي ردي لاني كنت ھموت من القلق عليك كفاية أختك مش هتبقوا أنتم الاتنين
ماشي يا وسيم أنا اسفة لتعبك ده كله بسببنا
يا بنتي متقوليش الكلام ده أنا مبحبش اسمعه قلت لك قبل كده انتم ملزومين مني أنا هنا ضهركم وسندكم
ربنا يكرمك يارب
تحدث بنبرة آمره اسيبك دلوقتي وهكلمك تاني وردي عليااا مفهوم
ارتخت عضلات وجهها متحدثه حاضر يا حضرة الظابط اي اومر تانية
لا مفيش يالا سلام
مع السلامة
في الصباح الباكر ...
ارتدت ثوبها
رغم بعد المدرسة عن البيت مسافة لابئس بها إلا أنها دائما ما تسير علي اقدامها تتخذ من تلك الخطوات مساحة لها تختلي بها مع نفسها كم تحب الهدوء وتتخذ فترة ذهابها صباحا للمدرسة الثانوية فرصة لتنفرد بذاتها كم هي انطوائية لا يوجد لديها اصدقاء هي صديقة للكل والكل يحبها ويحب أن يتكلم معها لكن لا يوجد لها صديقه مقربه منها... ابتسمت بساعده وهي تري تلك العصافير الملونه تطير أمامها ثم حلقت بعيدا تابعهم بفرحه ... كان يراقبها بسيارته لأول مرة يفعلها ضړب بكل شئ عرض الحائط أراد اليوم أن يراها عن قرب بعيدا عن كل شئ بعيدا عن عائلته وعائلتها بعيدا عن الماضي والحاضر فقط ليوم ... لا ... بل لدقائق معدودة يخطفها من الزمن ... لا يحبها ويعلم ذلك جيدا لكن عندما يراها بها شئ يثير غضبه لا يعلم هذا الشئ أو ما بها لذلك قرر التعرف عليها عن قرب ....
إبتسامتها وتلك الغمازة الواحدة التي تزين وجنتها أنها لشئ مميز حقا حتي بشرتها الخمرية المتشربه باللون الوردي مميزة هو الاخر عينيها الواسعة تلك السمة المتوارثة في معظم عائلتهم لكنها عيون حالمة شجية ليست كعيون الصقر خاصته
اتجهت لجانب الطريق تسير وهناك في آخره مفترق طرق يجب الحذر عند تخطيه ... اجتازته أمام ناظرة وكاد يعبر هو الاخر لكن توقف في آخر لحظة عندما شاهد طفلة صغيرة تمسك بثوبها الأزرق وتهزه مالت بجذعها لتسمع ما تريد تلك الطفلة
تحدثت الطفلة ببراءة عاديني الشارع يا طنط
أرتبكت فلاول مرة أحد يطلب منها ذلك فعادت بخطها تمسك يد الصغيرة وكان هناك شاب تحدث للطفلة لكن كلماته موجهه لشجن الله علي الجمال صغيرة بس عسل
احمرت وجنتيها بشده ... وهناك من يشتعل ڠصبا في السيارة ... كيف تسمح لاحد بأن يغازلها بهذا الشكل
ضغط الموقد بقوة كاد ينزل يبرحه ضړبا لكن بتخطيها الطريق من جديد عاد بالسيارة للخلف محافظا علي مساحة حتي لا تراه وبالفعل في الاول لم تراه لكنها لمحت السيارة فنظرت للداخل تتأكد أنها سيارته ... فتلاقت الاعين في حوار صاډم تجمدت اطرافها عند رؤيته وهو الاخر ما كان يريد ذلك ماذا سيفعل الان هل يكمل ما كان ينوي فعله لكنها كشفت وجوده ...
كادت سيارة تدهسها فنبهها صاحبها بقوة فالتفتت للسيارة تنهج ثم ابتعدت في خطوات شبه راكضه تبتعد عنه كأنها رأت ثعبان سيلدغها قلبها يدق پعنف ... لاول مرة تراه بعد أن أصبح خطيبها خارج نطاق البيت ...
لم يكن يفضل أن تراه لكن ماحدث قد حدث وانتهي وسيكمل مانوي بل العكس الآن أفضل سيلاعبها بطريقته ويري آخر قدراتها رغم معرفته بأن قدراتها لاشئ
التفتت تراه هل مازال خلفها وعندما رأت السيارة بالفعل شهقت وكان من نصيبها حجر بعثرها لتسقط أرضا صاړخه پألم
أوقف السيارة مع سقوطها سريعا وتشنج جسده لا يعلم السبب ...ثم نزل من سيارته سريعا يري ما اصابها
كان سقوطها سئ لقد جرحت رجلها وټنزف من بين تلك الخربشات القوية
وقف لجوارها مع نهوضها ... تراه أمامها لتتجمد من جديد واتسعت عينيها وتوقفت أنفاسها ومع تلك العبرة التي تضئ علي وجنتها ... واقترابه خطوة آخري شهقت تتنفس كأنها غريق واسرعت في الابتعاد عنه لم يحدثها بشئ وهي الاخري وكأن الصمت بينهم لغة
ابتعدت تضع يدها علي قلبها خطواتها سريعة رغم الم رجلها لكنها تريد الهروب بعيدا قدر الامكان
ظل واقف مكانه لم يتبعها تلك المرة لكن عينيه هي من تبعت خطواتها ضيقهم