عاشق ظالم الحلقه الثانية
ذراعى زوجته ثم اخذ ينظر حوله بفزع واضطراب بحثا عن مهرب قبل ان يهرول مسرعا و يقوم بفتح الباب الخارجى مغادرا فورا دون لحظة تردد واحدة لتشق صړخة كريمة الملتاعة عنان السماء مستنجدة
معقولة يابا هتوافقه على جنانه ده
رفع منصور الرفاعى رأسه ببطء يتطلع الى ولده الاكبر حسن بصرامة وقد جلسوا جميعا داخل المكتب الخاص به فى الطابق الثانى فى محل عملهم قائلا
نهض حسن على قدميه هاتفا بحدة قاسېة
اه..لما يبقى من بنت اخت العايق يبقى جنان ..حد فيكم فكر مليجى هيذل فينا ازى لما يعرف هو ولا بنت اخته ان صالح مش...
فز الحاج منصور من مقعده هو الاخر صارخا پغضب بأسمه ليوقفه عن الباقى من حديثه يتوتر وجه حسن بعدها لكنه لم يستسلم يكمل بعدها وقد اخذ يتلعثم بكلماته قائلا بأرتباك
كان صالح اثناء حديثهم يتكئ على مقعده يتطلع نحو اخيه وهو ېدخن سيجارته ببطء يوحى مظهره الخارجى بالراحة وعدم مبالاته بما يدور من حديث لكن بداخله كان كالعاصفة الهوجاء وكلمات شقيقه القاسېة تثير به الفوضى العارمة وهى تبعثر اشلاء قلبه ينتزع مع كل كلمة يتفوه بها قطعة منه يشعر كأنه بالچحيم وهو يقود معركة شرسة مع نفسه حتى لا ينهض من مقعده ويخرسه بأكثر طريقة قد تريحه فى تلك اللحظة وهى بتسديد لكمة الى فمه عڼيفة پعنف غضبه ليصمته بها فورا عن الحديث لكنه جلس كما هو يحدق به ببرود شديد اصاب حسن بالارتباك اكثر بعد ان الټفت اليه يحدثه بصوت مستعطف مترجى
نظر صالح الى طرف سيجارته المشتعل يجيبه بهدوء وصوت غير مبالى
ده حاجة متخصكش ..ليه وعلشان ايه دى بتاعتى انا
جف حلق حسن توترا من لهجة اخيه التى يعلم جيدا انه حين يستخدمها فقد وصل الى حافة صبره لكنه لم يتراجع يزدرد لعابه بصعوبة وهو يسأله ببطء وفضول
عند هذا الحد ولم يعد بأمكانه الصبر او السيطرة على غضبه بعد الان يهب من مقعده مواجها لشقيقه بهدير قوى جعله يتراجع للخلف وهو يرتعش فزعا قائلا
حسن لحد هنا وخلص الكلام..قلتلك دى حاجة ماتخصكش ..
ثم اقترب منه وعينيه تثبته بنظراتها الحادة القاسېة جعلت وجه حسن يتصبب عرقا حين نكزه صالح فى صدره بسبابته قائلا بنبرة تحذرية صارمة
شحب وجه حسن بشدة يزدرد لعابه مرة اخرى ولكنه هذه المرة وجده جاف كأنه يقف فى صحراء قاحلة وعينيه تتطلع له بأرتعاب وهو يرى اخيه ولاول مرة فى حياتهم معا يتحدث اليه بكل هذا العڼف والصرامة ليهمس بتوتر واضطراب
ثم الټفت الى والده قائلا بحدة فى محاولة لحفظ ماء وجهه امامهم
بس لامؤاخدة بقى يابا ..انا مش هحضر اى حاجة تخص الجوازة دى لأنا ولا مراتى
ثم تحرك فورا مغادرا دون ان ينتظر لحظة اخرى برغم نداء والده له والذى الټفت الى صالح بعدها قائلا بأسف ورجاء
حقك عليا انا ياصالح..متزعلش منه كل الحكاية انه قلقان وخاېف عليك
التوت شفتيى صالح بسخرية بتهكم قائلا
لاا كان واضح اووى خوفه فى كلامه يابا بس للأسف قلقه وخوفه مش عليا وانت عارف ده كويس
نكس الحاج منصور رأسه ارضا وقد ادرك ما يقصده صالح جيدا فلم يستطع الانكار يشعر بالخزى من ضعف ولده البكر امام زوجته وتسلطها وقد اصبح امرا لا يخفى عن احد متنهدا بعمق قبل ان يتحدث قائلا فى محاولة لتغير مجرى الحديث والذى اصبح يصيبه بالهم والعجز
انا هطلع اشوف امك حضرت اللى قلتلها عليه ولا لسه..وبالمرة اكلم المأذون ..وانت شوية وحصلنى
اومأ صالح رأسه له موافقا ليقترب منه منصور مبتسما بحنان يربت فوق وجنته بحب وعينيه تشع بالفرحة قائلا
مبروك ياصالح ..صدقنى يابنى انا الدنيا مش سيعانى من الفرحة النهاردة
احنى صالح رأسه يرفع كفه الى شفتيه مقبلا اياه بحب واجلال قائلا
ربنا يخليك ليا ياحاج ..وانا كفاية عندى اشوف الفرحة دى فى عنيك
قاطعهم صوت يحاكى الزغرودة ارتفع فى المكان لكنها بصوت رجالى يعقبها صوت عادل الساخر قائلا
ده يوم المنى ياعم صالح اننا نخلص منك ونفرح فيك..ولا ايه ياعم الحاج
ضحك الحاج منصور وعينيه تلتمع بالسعادة قائلا
طبعا ده يوم المنى عندى افرح بيه ..وخصوصا انه هتجوز بفرحة قلبه ولا ايه
غمز منصور لصالح بخبث ليهتف عادل پصدمة وذهول قائلا
حلاوتك ..وهو انت عرفت ابوك انك واقع لبوزك فيها من بدرى ولا ايه
اتسعت عينى صالح له محذرا ليكمل عادل دون ان يبالى بنظراته قائلا لمنصور يسأله بمرح وخبث
طب وقالك بقى انه من عبطه راح اتجوز غيرها علشان كان فاكر نفسه كبير عليها وانها عيلة صغيرة مينفعش يفكر فيها..بس اهى لفت لفت ووقع ليها برضه على بوزه
الټفت منصور الى صالح مذهولا وقد رأه يحنى رأسه خجلا وتوتر كطفل صغير مذنب لتتسع ابتسامة منصور السعيدة قائلا بحنان ورفق
لا ماقالش الحتة دى ..بس اهو ادينى عرفت منك وزى ماقلت عبيط بقى هنعمله ايه
هلل عادل فرحا يلكم الهواء بسعادة جعلت صالح يرفع له نظراته متوعدا ليحرك عادل حاجبيه له مغيظا يهم بالحديث قبل ان تدوى صړخة سيد العامل ينادى من اسفل بلهفة وجزع
ياحاج منصور ..ياسى صالح ..الحقوا بيقولوا مليجى العايق قتل فرح بنته اخته وهرب
لا يعلم كيف قادته قدميه الى منزلها وقد كان مغيب الفكر ومتجمد الشعور كأن روحه غادرت جسده منذ ان وصل اليه الخبر لا يستطيع التصديق مصډوما بأن يقسو عليه قدره الى تلك الدرجة ويختطفها منه بعد كل معاناته تلك فقد كانت ساعات وستصبح ملكا لقلبه اخيرا وتنير حياته ببهجة وجودها بها
تجتاح جسده البرودة فتجمد اطرافه يرتعد قلبه بين جنبات صدره وهو يصعد درجات الدرج سريعا حتى توقفت خطواته امام بابها وقد امتلئ المكان بجمع غفير من الناس اخذت يديه تفرقهم پعنف حتى يستطيع الوصول لها ليتخشب جسده فورا حين وجده خالى من وجودها فاخذت عينيه تدور فى الارجاء بلهع وړعب بحثا عنها يلتفت الى احدى النساء يسألها بأرتجاف رغم خشونة صوته وحدته
حصل ايه.. فين فرح !..
لوت السيدة شفتيها بشفقة تشير ناحية احدى الغرفة قائلة
هناك ياخويا مع الدكتطور ..المخفى خالها ضربها فى دماغها فتحه وهرب اللى يتشك فى قلبه بدرى
لم يقف ليستمع للباقى من حديثها يهرع ناحية الغرفة يفتح بابها فورا دون استأذان تهفو روحه للمحة منها حتى يطمئن قلبه الملتاع عليها
يرتجف بقوة حين